الأحد، 16 يناير 2011

تونس ورصاصة الجوع

تونس ورصاصة الجوع
بقلم/ أمير هلال
يعرف الباحثين بأن الجوع هو الإحساس بالحاجة إلى الطعام وهو ينشأ في منطقة الوطاء ( تحت المهاد أو الهيبوثلامس )وينشأ عن طريق مستقبلات في الكبد . ويبدأ إحساس الجوع بعد أخر وجبة بساعتين ويعتبر شعور غير مريح وينتهي إحساس الجوع بتناول الطعام ويضيف الباحثين أيضاً إن الجوع له آلام
وتحدث تقلصات في المعدة بعد أخر وجبة بمدة تتراوح بين 12-24 ساعة ويستمر التقلص الواحد مدة تصل إلى 30 ثانية وتتلوه آلام الجوع لمدة 30-45 دقيقة ليختفي بعدها الجوع لمدة 30-150 دقيقة
ويؤدى الإحساس بالمشاعر الأخرى مثل الغضب والفرح إلى تسبيط الإحساس بالجوع ويزداد الإحساس بالجوع كلما نقصت نسبة السكر في الدم
وتصل آلام الجوع إلى أقصاها بعد 3 -4 أيام ثم تضعف بعد ذلك ولكنها لا تختفي وتقلصات المعدة تكون أقوى في السن الصغير من الشيخوخة ويختم الباحثون بان الجوع له سلوكيات ومنها زيادة في الحركة والنشاط في الإنسان ويظهر ذلك خلال النوم
نستنتج عزيزي القارئ من هذه مما سبق بأن الجوع إذا اشتد بالإنسان احدث له حاله من الحاجة للطعام من اجل سد هذا الجوع وهذه الحاجة ناتجة عن تقلبات داخلية تحدثها الأعضاء الداخلية لجسم الإنسان عند شعورها بآلام بنقص في الغذاء وأيضا يتحدث الباحثون بأن الجوع يحدث حالة من الغضب في سلوكيات الإنسان جراء هذا الجوع وهذا السلوك هو المحرك الأساسي لما حدث في الجمهورية التونسية من اضطرابات وحركة نضالية متواصلة في الشارع التونسي
هذا الجوع الذي حرك مجموعة كبيرة من الشباب ومن اجل أن هناك مخرج هذا الجوع الذي احدث ما أحدثه من آلام نفسية واقتصادية وسياسية في الجسد التونسي وبالذات في هذا الفترة القريبة وتشير الأخبار الصحفية انه تم قتل ما يقارب أكثر من 50 شخص على الأقل
هؤلاء المتظاهرين الذين قالوا كلمتهم إلى هذا المارد المستكبر إلا وهو "الجوع" كفاك فتكاً بنا فأنه آن الأوان لكي نتصارع معك ونحدد مصيرنا أما أن نتخلص من هذه الآلام المزعجة التي أحدثها الجوع في شعبنا أو نستقبل رصاصة الجوع التي تفتك بالأرواح
خيارين كانوا على اكف هذا الشعب المنتفض أما الصبر على هذا الجوع الذي لايطاق أو إن نسلم أرواحنا ونستجيب للقدر المحتوم
صرخات تعالت وتعالت من قبل هؤلاء المناضلين من اجل حياة كريمة ومن اجل إن تعيش الأجيال حياة مستقرة ولا يشعر لا شيوخها ولا شبابها ولا أطفالها بآلام الجوع التي لا ترحم الكبير قبل الصغير ولكن البندقية الرسمية كان جوابها لهم موتوا بجوعكم فرصاصة الجوع اقرب إليكم من أن تنعموا بحياة كريمة وحياة مستقرة
ودائما هكذا هي البندقية الرسمية لاتعرف إلا صدور وأجساد شعبها المناضل
واختم بحديثي لمقولة من سيد الحكماء الإمام علي ابن أبي طالب حين قال
عجبي من لم يجد قوت يومه ولا يشهر سيفه
وتحية للعشب تونس المناضل على هذه الانتفاضة التي ستبقى شرف ووسام لهذا الشعب ومن جهة أخرى ستبقى بصمة عاراً على البندقية الرسمية في تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق